نعيش اليوم لحظة فارقة فى وعى الأمة لحظة إستبصار تتطلب نظرة متجردة من العواطف والهتافات ومرتكزة على الواقع لا الأمنيات ففي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية تظهر الحاجة إلى إدراك الفجوة التقنية والعسكرية التي تفصل بين بعض الدول العربية والاسلامية وعلى رأسها إيران وبقية العالم العرب ىوالإسلامي بغض النظر عن الموقف السياسي أو العقائدي من إيران فإن المقارنة الموضوعية تفرض نفسها ما نعيشه اليوم ليس مجرد مرحلة عابرة من التوتر أو التفاعل العاطفي بل هي لحظة وعي عميقة تفرض علينا أن نرى الأمور كما هي بلا تزييف أو تمنيات لم تعد الشعارات تكفي ولم يعد التهليل يحل الأزمات فالمعادلة الآن تتطلب فهماً دقيقاً للواقع واستعداداً لمواجهته إيران اليوم تُعد من أقوى القوى العسكرية في المنطقة بما تمتلكه من قدرات استخباراتية وتقنية وخطط استراتيجية تتفوق وربما تضاعف ما لدى كثير من الجيوش العربية وهذه ليست دعاية أو انبهاراً بل حقيقة مرة يجب مواجهتها بشجاعة لكن هذه الحقيقة رغم قسوتها ليست مدعاة للانهزام بل هي جرس إنذار يدعونا للعودة إلى ذواتنا بدل أن ننشغل بالتبرير أو التنظير علينا أن نفكر بجدية وأن نبدأ من حيث نحن لا من حيث نتمنى فالنهوض لا يكون إلا بجهد متواصل وعقلية واعية بالتاريخ والحاضر وتعرف ما الذي تسعى إليه بدقة إن التأخر الذي نعاني منه ليس قدراً بل نتيجة واللحاق بركب الأمم المتقدمة لا يتم إلا إن امتلكنا الإرادة وابتعدنا عن هدر الوقت في ما لا ينفع التحديات من حولنا تتعاظم والفرص لا تنتظر المترددين ولهذا فإن الطريق إلى القوة يبدأ من مواجهة الذات وإدراك أن بناء المستقبل مسؤولية كل فرد في هذه الأمة لقد آن الأوان أن نكفّ عن الاكتفاء بالمراقبة والشكوى وأن ننتقل إلى الفعل الحقيقي فالعالم لا يرحم الضعفاء والتاريخ لا يذكر المتقاعسين الطريق واضح لكنه يحتاج إلى من يسلكه بثبات وإخلاص