مشاركة
17 آراء وافكار منذ 3 أسابيع مركز الشهيد عثمان مكاوي

قتال تحت الحصار - أم المعارك !!

بقلم : رائد / محمد صالح عبدالكريم حسين

مواصلة لسلسلة استغلاله لأبناء البسطاء ترغيبا وترهيبا كان التمرد وعبر معاونيه استنفر مجموعات قتالية وزع عليها مبلغ  ٢٠٠دولار للفرد الواحد عن طريق النصاب صالح الفوتي الذي شرح لهم أن المهمة هي الهجوم على الأبيض حاضرة شمال كردفان  معددا لهم مزايا المدينة التي لازالت تحافظ على وضعها الاقتصادي، وهذا ما يحفذ ويسيل له لعاب لصوص العدوان ، أعاد الفوتي ومجرميه الحرب إلى ماكان يجري في القرون الوسطى عندما كانت تشن للنهب والسلب والابتزاز بلارادع ديني ولا حتى أخلاقي ، في حسابات الشفشافي ٢٠٠ دولار والهجوم على الأبيض الذي بها غنائم كثيرة انها لرحلة العمر ! نعم رحلة العمر التي ستتحول لاحقاً إلى مكان آخر والمئتي دولار التي سيخسر الجنجويدي الواحد اضعافها لعلاجه أن كتبت له حياة أخرى عندما يتوارى الفوتي عن الأنظار ويذج بالمقرر بهم إلى دفاعات مدينة أخرى ليست عاصمة الهجانة  التي سال لها لعابهم.

مع ساعات الصباح الأولى ليلة الجمعة المباركة شن التمرد هجومه على قيادة الفرقة ٢٢ بابنوسة هجوماً كان التمرد قد حشد له كل المتوفر من موارد القتال من عدة مواقع ممنيا نفسه بتحقيق تقدم في احد معاقل الهجانة اربع ساعات ويذيد لم تنخفض وتيرة المواجهة امتص رجالات الهجانة صدمات الهجوم بنسق مرتفع من المعنويات وصلابة شلت قدرات العدو وجعلته يهرول في إطار محدود مابين نيران الأسلحة الدفاعية وحقول البطيخ والأخيرة للناطقين بغيرها بطيخ لايصلح  للشفشفة ، اربع ساعات وإبطال بابنوسة يذدادو ثباتا على ثباتهم لا ينتظرون  نتيجة نصر في معركة وإنما سحقاً كاملاً للتمرد .

محور التمرد الذي هاجم بالاتجاه الجنوبي دخل المعركة مرعوبا من بسالة الابطال الذين يدافعون عن شرف بلادهم بمنتهى الشجاعة والإقدام  وكانت الصورة واضحة لهم مما افقدهم التوازن النفسي فكانو مجرد مرتزقة بعريكة لينة ينتحرون تحت الأسوار الدفاعية الجنوبية ، لم يتفهم المتمردين الآخرين هذا الموقف فلاحقو من نجي منهم عقب نهاية المعركة بالتوبيخ والملامة والقتل وحتى جرحاهم في مستشفى المجلد لم يسلمو من هكذا احتقار وتقذيم  انها لغة  الملايش عادات وتقاليد ليس إلا.

منتصف النهار لاحت بشائر النصر عندما تحولت المعركة  الدفاعية إلى مطاردة عكسية للتمرد فهرول العدو واختفى ليس من دفاعات الفرقة وإنما من المدينة أحصى رجالات ٢٢ هجانة أكثر من أربعمائة قتيل وأربعين مركبة  مدمرة وأخرى بحالة جيدة ، رحل العدو يجرجر ازيال الخيبة والهزيمة والانكسار في معركة مزهلة ومدهشة لعبت جسارة وشجاعة أبطال بابنوسة بقيادة الجنرال الوقور معاوية حمد دورا كبيرا فيها ، لانعرف كم جريح من العدو في تلك المعركة لكن ثلاث مستشفيات امتلأت عن كاملها ، يتحدث المتمردين فيما بينهم عن أن معركة بابنوسة هذه كانت كارثية عليهم بصورة خيبت آمالهم بعد أن اعدو لها ما اعدو والبعض منهم انحرف حديثه إلى سخرية منهم؛ فقال برشم الذي لم يشارك معهم في القتال  أين تركتم ملابسكم وهرولتم إلينا؟ في إشارة إلى أنهم سخرو منه سابقاً عندما ترك سراويله في معركة الغبشة !! تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى.

ستبقى معركة جمعة العشرين من يونيو في أسوار معقل ٢٢هجانة في بابنوسة وسام فخر واعتزاز لكل من شارك فيها وسيكتب التاريخ انها كانت أم المعارك كما وصفها البطل حسن درموت احد أقوى محاربي بلادنا.