مشاريع (الديمغرافيا)..!
ينفجر العالم الآن.. كل الخطط التي تدبر في الخفاء بدأت نتائجها تظهر للعلن، شبكات المخابرات العالمية والمنظمات (الطروادية) وصناعة العملاء، الغزو الفكري وتشكيل العالم الجديد، وتغيير خارطة الكرة الأرضية كلها، ومشاريع (الديمغرافيا) التي رسمت في تلك الحفلات الليلة التي كانت تعقد في الفنادق العالمية ذات النجوم الخمس.. وحفلات العشاء مدفوعة الأجر من دماء الشعوب، ومخططات العولمة والفوضى العارمة التي ظلت تحيط حياة هذا العالم الذي بدأ منذ سنوات غريباً على ذاته لا يعرف ملامحه، والغرابة تحيط تفاصيل السيرة الذاتية لكل الذين يفكرون في الذي يجري وكيف يجري وأين ينتهي السباق الذي لا يعرف أحد من الفائز فيه ضد من وأين هي نقطة النهاية!.التخطيط للشرق الأوسط الجديد وبداية الإعداد لتكوين نسخة جديدة من شعبه، قديم، وقد بدأت بوادره تظهر بوضوح مع الألفية الثالثة التي بلغ فيها العالم ذروة التكنلوجيا، وبدأت حياة الناس تتغير ومفاهيمهم تأخذ شكلاً شبه واحد، خاصة الشباب والأطفال، بدأ غزوهم عبر التقنيات الحديثة بدءاً بالقنوات الفضائية التي كانت تحمل في طياتها أفكاراً هدفها غزو القيم الأساسية للعالم العربي والإسلامي، من خلال الدراما الغربية بل وحتى دراما الأطفال وبرامجهم الكرتونية التي ظهر بوضوح أنها أفخاخ ينصبونها لهم تجعل منهم نسخاً مشوهة من الشخصيات مزدوجة الفكر، وليس بعيداً عن السياق ما تحمله دراسات الغزو الفكري للأطفال والشباب من معلومات خطيرة جداً عن التخطيط للهزيمة من الداخل بفصل الأجيال عن الأمة ثقافياً وفكرياً.
الأمركة..!
قضية الأمركة التي طفت على السطح في بداية الألفية الثالثة وتناولها كثير من الباحثين والكتاب، وأخذت نصيبها من الوقت وانحسرت بسبب عدم اهتمام الناس بهذه القضية الكبيرة، لأنها ربما كانت أكبر من قدرات العامة على الفهم والتعامل، وعلى المستوى الحكومي، ظل هنالك دائما شيء من التراخي في التصدي للقضايا ذات الطابع الفكري والاستراتيجي والقضايا التي ترتبط بمخططات على المدى البعيد، وهذا للأسف ما يجعل تلك الغرف المظلمة التي تجتمع على شموع يرجى منها أن تضيء لأصحابها وتحرق ما تبقى من العالم، هذا ما يجعلها تنجح في مخططاتها، والأدلة تملأ عيني الناظر إلى واقع العالم الآن.
الحرب التي تشن ضد الشرق الأوسط والدول الإسلامية باستهداف ثرواتها وإنسانها، خلفها الكثير من التفاصيل التي تحتاج إلى سرد ربما يملأ الليل ويعبر خيوط الشمس الأولى ولا ينتهي، فقد بدأت هذه الحرب من (التنشين) على صدر الأمة وضرب عمقها المتمثل في فكر النشء والشباب، الحملات التبشيرية في مرحلة ما، ثم الدراما الغربية التي لا تقاوم، السينما ثم بعدها أجهزة الفيديو وانتهاء بالجوالات التي صارت الرسول الأول والمسيطر والواصل لكل مكان برسالة الانحطاط الأخلاقي والتهتك النسيجي للخلق الديني والتربوي، لهذه الأجيال التي صار كثير منها أسيراً لفكر دخيل رماه في الشباك بحنكة غير مسبوقة.
صناعة العملاء..!
أن تغزو دولة ما مبتدئاً من فكرها هي الخطة التي عمل عليها المجتمع الغربي لكنها مرحلة أولية، يأتي بعدها الغزو من الداخل بصناعة العملاء تعلميهم وتأهيلهم ثم إرسالهم إلى دولهم ليقوموا بأدوار محددة، مثلما حدث في تجربة الحكم المدني التي استمرت في السودان لمدة أربع سنوات لم يرَ السودان أسوأ منها في تاريخه، وقد كان ذلك بسبب أن الروبوتات التي استخدمت من الجهات الصانعة لم تكن تستهدف مصلحة البلد في الأصل بل أتت لتنفيذ مخطط معين، يبدأ من الهدم العقدي للمجتمع وبث ثقافة التحلل من مثلية وجندرة وما إلى ذلك، ثم التشكيك في قيم الدين ذاتها، من خلال طرح أفكار فطيرة تناقش تناقضات في الدين، وتطعن في القيم المنبثقة عنه، وتشجيع الأفكار التجديدية التي تنتمي لتيارات عالمية منحرفة، ومن ثم تكبير معسكر المعارضة للقيم الأصيلة التي يقوم عليها تماسك المجتمع، ثم من بعد ذلك الطعن في الدساتير والقوانين التي ترجع في أصلها للدين الحنيف، ودعم الجماعات ذات العقائد المشوهة كالشيوعية وأنصار الهالك محمود محمد طه وغيرها، وفي حالة نجاح هذه الفئات التي تصنع في الخارج وتتبنى قيم الجهات التي صنعتها، فإن تلك الجهات تمرر ما تريد من خلال التحكم في هذا الدول، إذا أخذنا عملاء السودان هؤلاء نموذجاً طبعاً.
إيران..!
الحرب الإيرانية الاسرائيلية كانت نموذجا حياً لنجاح فكرة العميل، لكن بشكل مختلف، فقد ضربت إيران من الداخل في المرحلة الأولى من هذه الحرب التي بدأت بلا مقدمات، بضربة مفاجئة بدعوى انتهاكات إيران لالتزاماتها النووية، خطط لها بدقة، فدولة كإسرائيل لا تشن حرباً غير مدروسة العواقب أو هكذا يُفترض، وقد كان لجانب استخدام العملاء في هذه الحرب نصيب الأسد من نجاح الضربة الأولى، فمصادر خاصة أشارت إلى أن لإسرائيل شبكة من العملاء داخل الحكومة الإيرانية وداخل العمق الإيراني ساهمت هذه الشبكة في نجاح الضربة الأولى بنسبة كبيرة باستهداف شخصيات وعلماء مؤثرين جداً في الملف النووي، علاوة على أن هنالك مسيّرات تم إطلاقها من داخل الأراضي الإيرانية ما يعني أن ملف الاختراق الذي تعاني منه إيران من قبل إسرائيل ملف ضخم ويحتاج إلى مجهود عظيم للتعامل معه في هذه الحرب التي لا تُعرف مآلاتها حتى الآن. حرب روسيا وأوكرانيا التي ما تزال في اشتعال دون أن يستطيع العالم أن يحرك فيها ساكناً، وحالة اللادولة التي تعيشها كثير من الدول، وإن أظهرت غير ذلك، الصراع في اليمن والانقسام في ليبيا، والترنح الذي لم يفق منه العراق من الزلزال الذي أطاح برئيسه صدام حسين، وما يجري في السودان من حرب مليشيا الدعم السريع التي تم استخدامها أيضاً بذات الطريقة، حيث كانت مطية في يد عملاء أيضاً، لتدمير البلد، كل هذا الذي يحدث في العالم الآن يُنبؤ عن حالة من الفوضى المصنوعة، أو ربما تستطيع أن تستعير مصطلح (الفوضى الخلاقة) الذي أشاعوه في بداية هذه الألفية، لكن هذه الفوضى التي أطلقوها كالمنطاد الذي فقد صاحبه السيطرة عليه الآن ترجع إلى إليهم، فدولة إسرائيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة أدخلت نفسها في معترك لن يكون الخروج منه سهلاً وربما يجر الولايات المتحدة لدفع الثمن أيضاً بفقدان كثير من مصالحها في المنطقة التي ستكون أهدافاً مؤكدة وفي مرمى نيران إيران.
نهاية العالم..!
حدثني من أثق في حكمته أن الإرهاصات التي تحدث الآن، هي بداية فعلية لنهاية هذا العلم، فالحروب التي تضرب الآفاق والخلافات التي صارت تستجد مع كل شروق بين الجميع والحشد والحشد المضاد من كل دول العالم ينبؤ بالاقتراب من حرب شاملة لن تترك شبراً من هذا العالم إلا وصلته.ربما لا يعنيك حديث حكيمي هذا لكنك بالتأكيد تتفق معي تماماً أنك وأنا وهم نشعر أن في الأفق نسيج يتخلق لعالم جديد سيُبنى على أنقاضنا نحن، نحن الذين نشهد أصعب وأعنف وأدمى منعطفات التاريخ البشري على الكرة الأرضية