بينما انشغل التايم لاين السوداني بدعم رئيس الوزراء في سعيه لتكوين حكومة الأمل، وشارك كل الوطنيين بآرائهم، تأييدًا أو نقدًا، بما يرونه يصب في مصلحة الوطن، وتفاؤلًا بالمعايير التي طرحها رئيس الوزراء لاختيار شاغلي المناصب الوزارية؛ خرجت جوقة الظلام من جحورها، بقيادة قرد الزنبرك لحكومة أبوظبي، ذاك الكائن الذي لا يتحرك إلا بإشارة، ولا ينطق إلا بما يُلقّن، ليكشف عن الوجه القبيح لتلك الجوقة من جديد.
فهم لم يجدوا في هذا الحراك الوطني إلا فرصةً لتفريغ أحقادهم، حتى وإن احترق الوطن بمن فيه. خيالات المآتة التي لفظها الشعب من قبل، عادت تسعى في الأرض فسادًا، تارةً بالتشكيك، وتارةً بنشر الإشاعات، في محاولات يائسة لقطع الطريق أمام السودان للعودة إلى حضنه الأفريقي واستعادة عافيته السياسية.
هم لا يرون في الوطن إلا مزرعةً خاصة، إن لم يحكموا فيها، خربوها وخانوها، وباعوا ولاءهم لمن يدفع، دون حياء من التاريخ، ولا خوف من الحساب.
صيدٌ ميت
تداولت الوسائط ووسائل الاعلام ظهور الهالك في مقطع فيديو محاطًا ببقايا أتباعه وفلول مرتزقته، محاولًا ـ بيأس لا تخطئه العين ـ لملمة شتات ما تبقّى من أنفاسٍ في جسد المليشيا الآيل للسقوط. بدا كمن يهمس في أذن جثة منتفخة، يحقنها برسائل طمأنة مهترئة، ويبحث عبثًا عن نبضٍ في كيان لفظه السودانيون منذ زمن، بعدما تلوثت أياديه وأيادي عصابته بدمائهم ودمارهم.
إنه الظهور الذي لم يأتِ بجديد، سوى تأكيد ما استقرّ في وجدان الشعب: أن هذا الكيان الميت سريريًا قد دُفن أخلاقيًا ووطنيًا، وأن مصيره – مهما تمادى في الإنكار – لا يعنيهم قدر ما يعنيهم أن تطوى صفحته ككابوسٍ ثقيل انقضى .
صيد ثبات
مع كل انتصار تحققه القوات المسلحة، تنتشر منشورات الفرح ورسائل الطمأنينة بين أبناء الشعب، وليس آخرها ما حققته الفرقة 22 مشاة – بابنوسة، حين سحقت هجومًا واسعًا شنّته المليشيا بعد حشد المرتزقة والعتاد في محاولة يائسة لكسر صمود المدينة.وأجبرتهم على الفرار يجرّون أذيال الهزيمة. ستبقى بابنوسة عصيّة على الارتزاق، وستظل الفرقة 22 مشاة شوكة دامية في خاصرة المليشيا، تذود عن الأرض والعرض، وتكتب ملحمة بطولة وفداء. المجد لجيشنا، والخلود لشهدائنا.
صيد مقارنة
مع كل منشور تتناقله وسائل التواصل لمرتزقة الرأي و عبدة الدرهم يتضح ان ما بين شهداء الكرامة وأحياء الارتزاق، مسافة شاسعة لا تُقاس بالزمان ولا تُدرك بالمكان، وإنما تُقاس بالمواقف، وتُحسَب بميزان الوطنية والإخلاص. لا شيء يُجسد هذا الفرق الا قول الإمام الشافعي: "قد ماتَ قومٌ وما ماتت فضائلُهم، وعاشَ قومٌ وهم في الناس أمواتُ." شهداؤنا ارتقوا بأجسادهم، لكنهم سكنوا قلوب الأمة وخلدوا في صفحات التاريخ، بينما أولئك الأحياء المرتزقة يمشون بين الناس بأجساد خاوية من المعنى، بلا مروءة ولا ولاء، لا يُذكرون إلا بالعار.
فشتان ما بين من قدّم روحه فداءً للوطن، ومن باع نفسه بثمن بخس لمن يعبث بأمنه وكرامته.
ويستمر الصيد بإذن الله