مشاركة
2 مجتمع منذ 6 أيام مركز الشهيد عثمان مكاوي

أم بدة تستعيد عافيتها...

بقلم : سناء سيف الدين

 سبنة آدم : «عدت إلى منزلى بعد طرد الجنجويد… والأمن مستتب»

 فى الحارة السادسة بأم بدة، التقت( كررى) بالمواطنة سبنة آدم إبراهيم، التي أكدت عودتها إلى منزلها بعد غياب طويل، وقالت: > «عدت بعد أن تم تنظيف المنطقة من مليشيا الجنجويد التي عاثت فيها فسادًا وأخرجتنا بقوة السلاح. الآن، وبفضل القوات المسلحة والمستنفرين، الأمن عمّ ربوع الولاية.» ووجهت سبنة رسالة واضحة:

> «أدعو كل سكان أم بدة للعودة إلى منازلهم والمساهمة فى إعادة الإعمار، كما أناشد المسؤولين بالإسراع فى استكمال الخدمات مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم، حتى ينعم المواطن بالاستقرار.»

الطفل جمال الدين: «سرقوا كل شيء... حتى ملابسنا»

 وفي مشهد مؤثر، تحدّث الطفل جمال الدين فاروق للصحيفة قائلاً: > «أشعر بالحزن الشديد بسبب تصرفات المليشيا المتمردة، فقد أخرجونا من منزلنا وسرقوا كل ممتلكاتنا، حتى ملابسي!» وأعرب عن أمله في عودة المدارس قريباً، قائلاً: > «أتمنى أن تُفتح المدارس لأعود إليها. وأوجه رسالة لأصدقائي: عودوا إلى دياركم في أم بدة، لنلتقى من جديد ونبدأ حياة جديدة.»

 إبراهيم البارئ: «الغاز متوفر… والمحلات عادت للعمل»

 من داخل محله التجاري، تحدّث إلينا المواطن إبراهيم يوسف البارئ ، صاحب «محلات غاز المصباح»، قائلًا:

> «كنت من أوائل العائدين بعد تطهير أم بدة، والحمد لله، الحارة السادسة تنعم الآن بالأمن، والخدمات الضرورية تعود تدريجيًا، والمواصلات تعمل، والمحلات فتحت أبوابها.» وأضاف: > «غاز الطهى متوفر بالمحل، والعمل جارٍ على صيانة الكهرباء، وقد بشرنا العاملون بقرب عودتها إلى الأحياء. كما أن هناك معسكراً  مسائياً لتأمين الحى ينفّذه شباب المنطقة بالتنسيق مع الشرطة، وجميع أقسام الشرطة فتحت أبوابها لاستقبال شكاوى المواطنين.»

المهندس أحمد قسم الله: «نظافة أم بدة بدأت بقيادة ميدانية… والأمن مستتب»

فى جولة الصحيفة على الطريق المؤدى إلى سوق ليبيا، رصدنا آليات العمل والكوادر الفنية والهندسية من محلية أم بدة وهى تواصل جهودها في إعادة تأهيل الطرقات وإزالة الأنقاض.وفي هذا الإطار، صرّح المهندس أحمد قسم الله إبراهيم من الشؤون الهندسية بالمحلية قائلاً:> «بدأ العمل في نظافة أم بدة بقيادة مباشرة من والي الخرطوم والمدير التنفيذي للمحلية، حيث تتم المتابعة من الميدان. وقد عملنا على جمع العربات التالفة من الطرقات، ووضعها في ميادين مخصصة، ثم بدأنا رفع النفايات والأنقاض، حتى أصبحت الطرقات صالحة لحركة المواصلات العامة.» وواصل حديثه: > «أناشد جميع مواطنى أم بدة بالعودة إلى منازلهم، فالأمن مستتب، وجميع الخدمات فى طريقها للعودة الكاملة. كما أوجه شكري لقيادة القوات المسلحة وجنودها البواسل، ولصحيفة كررى على اهتمامه ووقوفها الميداني على أحوال المواطنين.» 

 الختام : نهوض من تحت الركام... وسواعد تبني الأمل 

الواقع فى أم بدة اليوم يُجسّد قصة صمود ونهوض، حيث يلتقي وعى المواطنين مع الجهود الحكومية فى مشهد وطنى حقيقي. رغم الدمار الكبير الذى خلّفته مليشيا الدعم السريع المتمردة ، إلا أن الإصرار على الحياة أقوى، والخطوات الأولى نحو التعافى قد بدأت، لتعود أم بدة كما كانت... بل أقوى.