مشاركة
2 مقال الخميس منذ يوم مركز الشهيد عثمان مكاوي

السيــد الكبيــر (2)

بقلم : عقيد \ الزاهر ميرغني

سعد طه العجب الدورزي، الملقب بـ(السيد الكبير)، رجل فتح عدة مغاليق في حياته من كثرة (الشواكيش) التى تعرض لها. وقد اختلف مع مريم الشجاع ، تلك التى أوقدت النار على قضيب السكة الحديد حين تعرضت للانجراف بسبب السيل، فأنقذت مئات الركاب من الموت المحقق. كان سبب الخلاف بينه وبين مريم، قبل الخطوبة، هو تسمية الأبناء؛ حيث أصرت مريم أن تبدأ أسماؤهم بحرف الراء، بينما أصر هو على حرف الميم، لأنه يتلعثم ويجد صعوبة في نطق حرف (الراء) .

ذهب سعد إلى والدته، أم سُرّة، يشكو لها آلامه، وجراحه، و ترجْاها أن تختار له شريكة حياته حسب موصفاتها. فردّت عليه قائلة:

- ما بتضوق ليك منى جرتق

إلا بعد الخيل تجقلب

إنت لو داير الحريرة

وريحة الخمرة والضريرة

شيل سلاحك وابدأ اقدّل

ما تقول لي يمّه بعشق

العشق في حد ذاتو

رحلة الموت جُوّه خندق

أم سُرّة، تلك المرأة الفاضلة، كانت تحث ابنها على حمل السلاح والدفاع عن الوطن، لأنه المكان الوحيد الذي يجد فيه الإنسان حريته، وعزته، وسكون جوارحه.وكانت تؤمن أن من واجبنا أن نعمل من أجل الوطن بكل صدق وأمانة، وأن نحافظ على مكتسباته، وثرواته، ومقدساته، وأن نفديه بالروح والدم.أما الزواج، فهو علاقة مقدسة، تحمل فى طياتها معاني المودة والمحبة، وهي شراكة بين قلبين وجسدين لبناء أسرة. والعلاقة التي تربط بين الزواج والوطن هى علاقة وثيقة؛ فكلاهما لا نجد السعادة ولا نرتاح إلا فيه.

نعم، ترتقى الشعوب، ويُقاس تمدّنها وحضارتها وثقافتها بدرجة تقديرها للحياة الزوجية، وحبها لوطنها.

فحب الوطن يجرى فى الدماء، ومهما كتبنا عنه، لن نفيه حقه. ومن حقه علينا أن نعمل من أجله بكل صدق وأمانة .