مشاركة
10 آراء وافكار منذ أسبوع مركز الشهيد عثمان مكاوي

القشة التى لن تقصم ظهر الوطن

بقلم : مقدم (م) : هشام عثمان حسين الحبوب

أثبتت الوقائع التاريخية أن نهضة الشعوب لأ تبرز إلى الوجود إلا بعد  تعرضها  لكوارث كبيرة تؤدي إلى تغييرٍ ملموس في مفاهيم الشعوب و ركائزها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية حتي تحقيق أهدافها و بناء نهضتها و تصاعد نموها وبما أن الحروب تعد أحد أكبر الكوارث التي تعاني منها الشعوب على مدى التاريخ التي لم تكن إلا و بالاً كارثيا عليها  ، و ليس ببعيد الحروب و الصراعات التي سادت أوروبا سنوات و قرون و الحرب العالمية الثانية التي دمرت كل نواحي الحياة كان الإنسان اساس في حربها و نهضتها أهم عنصر فيها و ما أن عاش السلم و الأمن كانت تلك النهضة الأدبية و الثقافية و الإجتماعية و العلمية و السياسية و الإقتصادية و العسكرية كل ذلك كان رد فعل لما عانتة أوروبا من حروب ومآس حتى أيقنت أن الإنسان هو من يملك مقومات النهضة و البناء و التقدم و الازدهار كما إنه أهو احد أهم عوامل الفشل و التهديم .

مما تقدم يتضح جليا أننا في السودان نمر بنفس تلك المرحلة التي مرت بها تلك المجتمعات و هي خارجه من الحرب و هي مرحلة التوهان و التخبط و التسلق السياسي و إنتشار الفساد و خطاب الأنا و الكراهية و العنصرية و المناطقية و عدم التوافق السياسي كل ذلك يشكل حافزاً قوياً يسهم بشكل كبير لمزيد من إنفجار الأوضاع السياسية و الأمنية الذي بدوره يؤدي إلى الصراعات و القتال و والتناحر الذي يقود  الى التخلف و القعاد بالوطن أكثر مما هو عليه الآن و يجب أن ندرك إن أي تطلع ننشدة نحو البناء و التعمير و النهضة  لمستقبل مشرق لا  يتحقق إلا عبر نبذ عوامل الفشل سابقة الذكر حتي تكون لدينا القدرة على التخطيط الاستراتيجي المستقبلي الذي يحقق لنا أهدافنا و طموحاتنا في التقدم و الازدهار و اللحاق بركب الأمم تطورا .

فخطاب الكراهية و العنصرية و القبلية و المناطقية ليست مجرد كلمات بقدر ما هي سلاح فتاك يهدد النسيج و السلم المجتمعي و التعايش و الإستقرار و الأمن و القيم الإنسانية  إن لم يكن أحد أهم عوامل تأخير الوطن نسبة لتحول الحروف و الكلمات إلى أسلحة تحرض على القبلية و العنف ضد الآخرين فتصبح الحياة عبارة عن غابة و تضعف فيها روح التعايش بل يصبح أداء هدم و تدمير و تخلف كما كان في الثورة عندما تم تدمير ممتلكات الوطن التي هي في الأصل ملك للشعب .

فالمراقب اليوم لتصاعد حدة خطاب الكراهية في المجتمعات السياسيه و الأهلية و كل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام  يرى ويسمع بأن ذلك يعزز مناخ الفتنة و يهدم قيم التسامح و التعايش و روح البناء و التعمير و ذلك لأن أثر خطاب العنصرية و المناطقية يتعدى الأفراد ليهدد الوطن بأكمله وذلك للانتشار المخيف المريب له  عبر حملات ممنهجة يقوم  عبر جهات محددة تريد النيل النسيج الاجتماعي و  القيم الوطنية  كما يمثل هجوماً على التسامح و يصبح نقطه ينطلق منها العنف مما يؤثر سلبا على وحدة و أمن البلاد و السلم و السلام و الاستقرار و التنمية المستدامة فخطاب الكراهية مفردات و نبت شيطاني للثورة و كان لأبد أن ينتهي معها و لكنه أصبح أكثر انتشارا و وصل مرحلة خطيره على الوطن في وقت يتطلع فيه المواطنين لمرحلة البناء و التعمير و النهوض به و لكن كيف و هنالك المأجورين العملاء الخونة أصحاب الأجندة الخارجية و الخاصة لأ يروق لهم ذلك فيستخدمون ذلك الخطاب لغرس بذور التفرقه و التمييز من خلال ذلك الخطاب لأ يدركوا إن التنوع ثروة وما كان يوما مهددا و أن الحرب لأ قبيله لها 

آن الأوان لتكثيف الجهود بغية القضاء على خطاب الكراهية عبر كافة أشكاله القبلية و العنصرية و الجهوية و المناطقية خصوصا عبر كافة وسائل الإعلام المقرؤ و المسموعه و المرئي و كل مواقع التواصل الاجتماعي و و التعليم العالي و التربية و التعليم و الأوقاف الدينية و قادة الرأي و المجتمع و نجوم الفن و الرياضة و المسرح حتى ننهض و نبتغي العلا للوطن الحبيب .

و لله درك يا وطن .