للقلم سحره وجماله وبريقه في كتابة أروع القصص، وأجمل الدواوين الشعرية، وأحسن الروايات. ويُستخدم للتعبير عن الأفكار والآراء وغيرها.
فالقلم أقوى من السيف، لأن قوة الفارس في سيفه، أما قوة الكاتب ففي قلمه. بالسيف تُهزم الجيوش، أما بالقلم فتُفتح العقول، ويُربَّى النشء، وتُنشَر العلوم، وتنهض الأمم، وتزدهر الحضارات.كما قال الشاعر: > القلمُ مفتاحُ العقولِ وبه تُصاغُ الحِكَم وبه تُنشَرُ العلومُ وبه تُكتشفُ الأمم وأول ما خلق الله القلم، فأمره أن يكتب ما سيكون إلى قيام الساعة. وسمّى الله سبحانه وتعالى سورةً باسمه، «سورة القلم»، دفاعًا عن نبيّه محمد ﷺ، بعد أن اتُّهم بالجنون. من هنا، تنتابني الحيرة وترتسم في خاطري علامات استفهام كثيرة: لماذا نقول: «القلم ما بزيل بَلَم»!ومن وجهة نظري، أعتبره من أقبح ما قيل من أمثال سودانية. فالقلم هو أول أداة عرفها البشر للتعليم والمعرفة. نعم، قد نجد كثيرًا من المتعلمين الذين نالوا أعلى الدرجات العلمية ودرسوا في أرقى الجامعات، لكن عندما تجالسهم أو تتعامل معهم، تكتشف أنهم خواء فكري، ضُحالة في الثقافة، يفتقرون لأبجديات التعامل الإنساني، ويعانون من «أمية فهم» و»أمية عقل». فالشهادات العلمية تثبت أن حاملها متعلِّم، لكنها لا تعنى بالضرورة أنه فاهم. وفي المقابل، نجد أميين لا يفكّون الخط، لا يعرفون الفرق بين (الواوات) لكن عندما تجالسهم، تُبهر بفصاحتهم، وتُدهش من حكمتهم وثقافتهم، فهم خرّيجو «مدرسة الحياة».
لذا، يجب علينا أن نوازن بين الجانب العلمي والعملي، بين العلم والثقافة، وأن نُطبق ما درسناه في الواقع. فنحن في نهر الحياة المتلاطم، نصادف كثيرًا من المتعلمين الذين يحملون شهادات، لكنهم ما زالوا أسرى لأفكار ومعتقدات قديمة نشؤوا عليها، ويؤمنون بها إيمانًا مطلقًا. هؤلاء، هم المقصودون بالمثل الشعبي: «القلم ما بزيل بَلَم». والبَلَم – في لسان العامة – هو عدم الفصاحة في الحديث، وانعدام اللباقة والأسلوب. و (البَلامة) في الأصل، غطاء ينزل من الرأس ليُغطِّى أسفل الوجه، كناية عن الحجب والانغلاق. فأسألكم بالله، ماذا نقول لهؤلاء؟
هل نقول لهم: «القلم ما بزيل بَلَم»؟ أم نقول: «ليس كل من قرأ، تعلّم»؟!