يبدو أن المخطط الكبير الذى كانت تسير على هديه المليشيا المتمردة هى تخريب الخرطوم بل السودان كله وطمس هويته الثقافية وتاريخه الطويل والغنى بالاحداث ... هذا المخطط دعمته دويلة الشر ( الامارات ) ودفعت فيه الطثير من الاموال الطائلة وذلك بتجنيد اكبر عدد من المرتزقة من كل انحاء العالم اوكلت اليهم مهام مختلفة منها تخريب البنية التحية وتدمير المعالم الاثرية والحضارية التى تعطي الخرطوم تميزها وسط عواصم العالم . تواصلاً لسلسلة توثيقاتنا التى بدأنا فيها بزيارات ميدانية لما خربته المليشيا المتمردة زرنا القصر الجمهورى القديم ذلك الصرح المعمارى القديم الذي يعود تاريخه الى سنة 1830م حيث بدأت عمليات البناء والتشييد في سنة 1832 م. والتي تم تنفيذها علي مراحل شهدت تغيير في مواد البناء، واستخدموا الطين والطوب في البداية والذي تم جلبه من مو قع آثار مدينة سوبا عاصمة مملكة علوة القديم ، اختلف عليه عدد كبير من الذين حكموا السودان مستعمرين ووطنيين فاصبح هذا القصر رمزاً للدولة وسيادتها عبر حقب طويلة من تاريخ البلاد ، وهاهى اليوم ايدى الغزاة البرابرة تدمر ذلك التاريخ الذي كتب تفاصيله ايدى السودانيين ، ففيه قتل غردون رمز الغطرسة والاستعمار البغيض وتجلت عظمة الشعب السوداني وجيشه العظيم بعدما طرد منه المتمردون المرتزقة ليعيد ذات السناريو القديم وليصبح القصر مغبرة الطغاة والبرابرة الجدد ، خربته المليشيا لانها تدرك بانه ذو شجون لدي السودانيون وعاثت به فساداً وحطمت شواهد التاريخ تحت اقدانها الاثمة ، ولكن هيهات ان يستكين القدر فقد طهرته القوات المسلحة وها هي بجهد ابنائها الخلص تشرع في اعادة ترميمه ، زرناه لنوثق لحجم الدمار الذي طاله فكانت لنا هذه الحصيلة من الصور والذكريات :