مشاركة
8 آراء وافكار منذ يوم

الذاكرة العسكرية .. وثبة الصياد ( 2-3)

بقلم : رائد / محمد صالح عبدالكريم حسين

منتصف نهار الثامن عشر من كانون الثاني يناير 2025 م  وبعد مسيرة  حقق فيها منتهي النجاح انهي العميد الركن  ياسر الفريع مهامه كقائد لمتحرك الشهيد الصياد مسلما الراية للعميد الركن في الجيش عبدالرحيم عبدالله  محمد كافي مباشرة وعلى طريقة من تربى على قصص المحاربين الكبار يضع مسرح الأحداث ليفتح الكثير من المدن محققا أهداف الصياد ، شعبيا بدأ التفائل حاضرا بقرب وصول الصياد الي كبري مدن شمال كردفان ماعزز هذا التفائل كان الهرج والمرج والتخوين والهلع اضحي واضحا في سلوكيات الجنجويد إذ انهم في اي لحظة يتوقع ان يظهر لهم الصياد كانه العفريت .

صباح  السادس والعشرين من شهر يناير تحرك الصياد بمحورين الي بلدة ام خيرين وتكال البلة التي هرب إليها الجنجويد من قرية الغبشة دخلت اولا قوات اصطلح على تسميتها المدرعة (مجموعة الفرقة ١٦مشاه ضمن الصياد) ام خيرين ، بينما واجهت قوات الصياد في المحور الثاني   مقاومة عنيفة في تكال البلة  دخلتها أيضا خلال ٤٨ ساعة بعد استبسال مزهل ، اذا بات الطريق إلى مدينة امروابة أقرب من اي وقت مضى  وسرعان ما تناقلت وسائل الإعلام اخبار تحركات الصياد ؛ أصبح حديث التمرد  سراً وجهرا عن فاتح لايمكن إيقافه وظهرت الهضربة والتيه وفقدان البوصلة لدي قادة التمرد فأصبح  المتمرد قرن يوبخ برشم ، برشم يشتم غرب النوير، شويطين يردم ابوقدير وهكذا.

فجر الثلاثين من يناير سيطرت مقاتلات سلاح الجو ومروحيات من طراز  Mi124 على سماء مدينة امروابة

انتشر الهلع وسط المتمردين انتشار النيران في الهشيم تحرك الصياد  ببطء  تزامنا مع حركة قوات الفرقة العاشرة اتجاه ام روابة لتدخل الي المدينة وتامنها تحت إسناد قاذفات القنابل العملاقة  An32 التي كانت تختار أهدافها بعناية فائقة ومروحيات الابابيل التي تصطاد المتمردين الهاربين من مسرح العمليات انتاب سكان ام روابة حالة من الفرح الهستيري بدخول الجيش الي المدينة ، تم نحر المئات من حمر النعم من قبل مواطني المدينة شكرأ لله واكراما لرجالات الصياد الذين بعد لحظات سيكونو سببا لوصول البضائع الي المدينة من اتجاه كوستي وابوجبيهة التي بات الطريق إليها سالكا وحدث هذا بالفعل ، بدخول الصياد الي امروابة وامتدادا لانتصاراته المتتالية والمزهلة اضحي الصياد  حديث المجالس ورمزا من رموز القوة العسكرية في معركة الكرامة بل حتى الارتباط بالصياد صار مصدر للفخر والاعتزاز ، شحذا للهمم وتقديرا لمجهودات الصيادون هبطت طائرة القائد العام للجيش  الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان المدينة لتهنئة المغاوير الشجعان الذين اعادو جزء عزيزا من بلادنا الي حضن الوطن وفي طريقهم لإعادة المزيد.

بكثير من الحماس تترغب مدينة الرهد وصول الصياد اليها ؛ مع شروق شمس ليلة السادس عشر من شباط فبراير تقدم الصياد الي المدينة اجتاح دفاعات التمرد حول الحمرة فاغتنم أكثر من عشرون عربة قتالية تركها الجنجويد مولين الدبر ليصل المتحرك الي ام دباكر ومنها صبيحة اليوم التالي الي مدينة الرهد التي تم تأمينها تأمينا كاملا ، سبعة أيام لاحقة واصل المتحرك التقدم ليجتاح جبال ابو القر الوعرة ويقترب كثيرآ من جبل كردفان ، اذا واحدة من أكبر وأهم مدن بلادنا  على مرمي حجر وفي نظر الصيادون ، الأبيض ولأول مرة من بداية الحرب لحظات وستكون  خارج الحصار الجنجويدي

اجتاح الصياد جبل كردفان ودخل عروس الرمال نهارا جهارا والتحم مع أبطال الهجانة ليفتح الطريق القومي كوستي الأبيض بالقوة القاهرة ليعيد البسمة الي ملايين البشر على طول الطريق سريعا هبطت اسعار السلع والبضائع ، عبر سكان المدينة عن مشاعرهم كل بطريقته الخاصة الا ان التعبير الابرز حاز عليه سائق بص سفري يتبع لشركة ارسنال استدار في حلقة دائرية مع صوت للبوري في مشهد مزهل حظي بملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي كان هذا في الميناء البري للمدينة بقي وسيبقى   أعظم اعلان لخلو المدينة من التمرد 

بدخول متحرك الصياد الي مدينة الأبيض تمددت دفاعات المدينة ؛ بات الصياد أعظم فاتح عرفه السودانيين في معركة الكرامة؛ واصبحت الأبيض واحدة من اقوى مدن البلاد عادت الحياة الي مسارها الطبيعي وانتعشت حياة ستة ملايين من البشر، بعد أن جلب المجد الشخصي له وللصياد  وفي تجربة استثنائية في ظروف استثنائية انهي العميد الركن في الجيش عبدالرحيم كافي مهامه بنجاح مزهل وبتوفيق لايضاهي كقائد لمتحرك الشهيد الصياد مفسحا المجال لمن يصل  بالصياد الي أقصى نقطة ممكنة ليكون أعظم فاتح عرفه السودانيين في معركة الكرامة ان لم يكن في التاريخ العسكري السوداني.. نواصل