بالأمس القريب، لبست مدينة بربر ثوبها الزاهي ، وهى تحتضن العرس الرياضى الكروى «دورى النخبة»، حيث تجلّت معانى الوحدة، والتضامن، والمحبة فى أسمى صورها، وتلاقت القلوب على حب الوطن والرياضة. تسعون دقيقة هى عمر المباراة، نسى فيها الجميع ما خلفته من المعاناة، واندمجوا — جمهوراً ، مشاهدين، ومستمعين — بكل أحاسيسهم ووجدانهم ومشاعرهم، فى ختام العرس الكروى، تلك المباراة الختامية التى جمعت بين فريقى الهلال والمريخ.
لقد أكّد هذا العرس الرياضى أن العودة إلى الديار ، و التلاحم الوطنى ، يمكن أن يتم عبر بوابة الرياضة، وعبر منصة كرة القدم، لأنها حياة، ومفتاح الصحة والعافية والسعادة. فهى تعزز الثقة بالنفس، وتجدّد النشاط والعزيمة، وتساعد على تحقيق التوازن فى الحياة.وقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية القوة الجسدية والنشاط البدنى، فى قوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60].
كما رغّب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إعداد القوة البدنية، فى قوله: «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفى كل خير».الرياضة جزء أصيل فى حياة الإنسان، وتلعب دوراً مهمًا فى تعزيز اللياقة البدنية.
وتبقى كرة القدم هى الرياضة الأكثر انتشاراً و شعبية عبر العالم.
وقد عبّر الشاعر معروف الرصافى عن ذلك في أبيات قائلاً:
قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم كرةٌ تراضَ بلعبها الأجسامُ
وقفوا لها متشمرين فـألقيتْ فتعاورتها منهم الأقدامُ
يتراكضون وراءها فى ساحةٍ للسوقِ، معتركٌ بها وصِدامُ
ولولا عون الله و نصرته و جهود القوات المسلحة والقوات النظامية المنضوية تحت لوائها، - التى قدّمت أرواحها رخيصةً في سبيل بسط الأمن وتحقيق السلام - لما شهدت مدينة بربر هذا العرس الرياضى البهيج.